بسم اللّه

تقرير عن تاريخ الشعائر الحسينية حول العالم بالصور

 

تقرير عن تاريخ الشعائر الحسينية حول العالم بالصور
تعود أقدم المؤشرات التاريخية لنشوء الشعائر الحسينية إلى ما كان يقوم به المناصرون لأهل البيت بالذهاب إلى كربلاء والتجمع حول قبر الإمام الحسين عليه السلام؛ خاصة يوم العاشر من محرم من كل عام لإحياء مراسم العزاء والندب على ما حل بالإمام الحسين عليه السلام من ظلم وجور.

وبحسب مصادر تاريخية موثقة، فإن المختار بن يوسف الثقفي الذي قاد حركة التوابين، ورفع شعار "يا لثارات الحسين" كان أول من أقام مأتما تأبينيا في داره في الكوفة بمناسبة يوم عاشوراء.

وأشار ابن قتيبة الدينوري إلى مثل هذه المآتم التي أقيمت يوم عاشوراء، والتي جاءت على شكل ندب ونياحة على مقتل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى أبنائه من بعده، وقام بها الشيعة الأوائل عند تجمعهم حول قبور الأئمة من أبناء علي بن أبي طالب.

وخلال القرن السابع للهجرة أصبحت قراءة المقتل عادة متبعة يوم عاشوراء في العديد من مجتمعات المسلمين.

وكان المستنصر بالله العباسي قد أمر المحتسب جمال الدين بن الجوزي عام 640هـ= 1223م بمنع الناس من قراءة المقتل في يوم عاشوراء والإنشاد في سائر المحال بجانبي بغداد سوى مشهد موسى بن جعفر عليه السلام.

وقد ذكر ابن الجوزي أن اللطم جرى يوم عاشوراء في المشهد، وذلك بحدود منتصف القرن الخامس للهجرة/ الحادي عشر الميلادي، وهي أول إشارة في ذكر اللطم يوم عاشوراء في العراق.

تاريخيا في العاشر من محرم (353هـ= 963م) جرت ولأول مرة شعائر فريدة في بغداد وكربلاء في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.

وبحسب ابن الجوزي، كان معز الدولة البويهي قد أمر بغلق الأسواق، حيث كرّس العاشر من محرم لمواساة الحسين عليه السلام.

ومن خلال تلك الأحداث التي رواها المؤرخون يمكن أن نعد فترة الحكم البويهي في العراق من أهم الفترات في تاريخ نشوء وتطور الشعائر الحسينية حيث أتيح المجال لمحبي وأتباع أهل البيت عليهم السلام لإقامة مناسبات وفيات وولادات الأئمة الأطهار عليهم السلام وبالخصوص الشعائر الحسينية.

مآتم ومصطلحات

أما في إيران فتعود الشعائر الحسينية إلى القرن العاشر للهجرة/ السادس عشر للميلاد، عندما اعتلى الصفويون سدة الحكم في إيران، واتخذوا من التشيع عقيدة رسمية لدولتهم. فأقيمت الحسينيات في كل بقعة من بقاعها وسميت هناك "مأتم سرائي" ويسمى القارئ "سوز خوان". وكان لهم دور في انتقالها إلى الهند وأذربيجان التركية والأناضول وبعض مناطق سيبيريا.

وفي مصر اهتم الملك المعز الفاطمي بأمر إقامة عزاء الحسين في خارج البيوت أيضا واستمر ذلك طيلة أعوام الحكم الفاطمي في مصر.

وكانت الأندلس من البلدان التي اهتمت بهذه المناسبة الأليمة، حيث تمثلت عادات الأندلسيين وأهل شرق الأندلس خاصة في ذكرى مقتل الحسين في القرن الثامن الهجري من التمثيل بإقامة الجنائز وإنشاد المراثي...

أما في الشرق يتفق أغلب المؤرخين على أن بداية الاحتفالات بذكرى استشهاد الحسين عليه السلام في الهند تعود إلى زمن تأسيس الدولة المغولية بداية القرن السابع عشر. وكانت في البدء على شكل مجالس عزاء "نوحخاني" و"روضخاني".

وفي باكستان، فقد بدأت تلك الاحتفالات في القرن الرابع عشر الميلادي، وخصوصا في منطقة "بلتستان" المعروفة باسم "التبت الصغرى".

وفي منطقة الخليج يستخدم البحرانيون مصطلح "التحاريم" المتداول في الأوساط الشعبية. وهو مصطلح أطلقه أهل البحرين على ذكرى ولادة الأئمة من أهل البيت وكذلك على وفياتهم، كما تقام المآتم الحسينية في عدد كبير من مدن عُمان خلال العشرة الأولى من شهر محرم. وقد شيد العمانيون لذلك "حسينيات" يجتمع فيها عدد كبير من الناس لإقامة المجالس حيث تبدأ بعد ذكر النبي صلى الله عليه وآله..

أما في إندونيسيا فإن ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام في شهر محرم، لها حرمة كبيرة لدى المسلمين هناك بوجه عام، ويسمى شهر المحرم "سورا". ويطلق على المأتم الحسيني في سومطرة ذكرى "التابوت". وفي مقاطعة "أجيه" بسومطرة الشمالية فيسمى شهر المحرم "شهر حسن وحسين".

وفي بورما يحتفل المسلمين الشيعة بذكرى استشهاد الحسين من أول محرم، ثم تخرج مواكبهم في اليوم العاشر منه وتستمر حتى شهر صفر، ويطلقون عليه اسم كربلاء.. وفي تايلاند يقام العزاء الحسيني على أتم مظاهره في العاصمة بانكوك وبعض أنحاء البلاد الأخرى ذات الغالبية المسلمة.

وفي أوربا وبالتحديد بريطانيا، فإن أول مجلس عزاء حسيني أقيم هناك كان في العام 1962 وذلك في حي "ريجنت موسك" القديم..

ويذكر أن أول من قرأ واقعة الطف هو البريطاني عبد الله لبنس هوبت، الذي كان "كولونيل" في الجيش البريطاني وعاش في العراق لمدة خمس سنوات. وفي أثناء إقامته هناك تعرف على مراسم العزاء الحسيني التي كانت تقام في المدن العراقية. ولاحظ أن كثيرا من الشيعة يذهبون لزيارة المشاهد المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية، مما أثار حب الاستطلاع لديه، الأمر الذي دفعه لدراسة الإسلام وانتهى إلى اعتناقه المذهب الإمامي الإثني عشري، ولذلك عندما عاد إلى بريطانيا حرص على إقامة هذه المجالس وكان أول من قرأ رواية مصرع الحسين في العاصمة البريطانية.

ومن المثير للانتباه قيام احتفالات وطقوس بيوم عاشوراء في جزر الكاريبي.. فقد نشر الصحفي بهجت منصور ريبورتاج حول يوم عاشوراء هناك.. جاء فيه: في مدينة "بورت أوسباني" عاصمة جزيرة تريننداد في البحر الكاريبي قرب كوبا، يقوم المسلمون كل عام بإعداد هودج كبير مطعم بالذهب والفضة وملون بألوان زاهية، ويحملونه في مسيرة كبيرة يوم عاشوراء، حيث يشارك في تلك الاحتفالات كثير من الهنود مع الكاريبيين.. ويسير الجمهور المحتشد وراء "الهودج" تحف بهم الطبول والآلات الموسيقية، وهي تعزف أنغاما حزينة وتطوف شوارع العاصمة.. وينتهي الموكب بهتافات المحتفلين بحياة الحسين عليه السلام ثم إلقاء "الهودج" في البحر لتحمله الأمواج الصاخبة إلى الأعماق.



الموضوع في صور

ألآراء